ماساة الطلاق



تزداد معدلات الطلاق بشكل ملحوظ خصوصا في اربعينيات العمر، فكثيرا ما نجد الانفصال بين الأزواج عند تلك الحقبة من العمر. ربما نعرف كلنا حالة من هذه الحالات التي يخيم فيه الطلاق علي الاسرة و يبلغ الانفصال المدي الذي يصل بالزوجين سابقا الا درجة الا يطيق احدهما ذكر اسم الاخر. يعد الطلاق غالبا صدمة نفسية لجميع افراد الاسرة، فالطلاق يؤدي لزيادة المشاكل النفسية و القلق و الازمات المالية في اكثر الحالات.
لفهم خطورة الطلاق سوف نحتاج للتعرف عليه من وجهة نظر علم نفس التطور البشري لأننا بحاجة لدراسة ظاهرة الطلاق في ضوء معطيات الواقع الحالي، فاسباب الطلاق حاليا تختلف تماما عن أسباب الطلاق قديما مثلما تختلف أنماط الحياة. فحتي وان تشابهات المشاعر العاطفية و الاجتماعية و حتي المشاكل المالية المرتبطة بالطلاق الا ان دوافعه مختلفة لدرجة اننا نقول ان الحياة بطريقة الأجداد قد تمنع زيادة حالات الطلاق.
فمثلا لم يعرف الأجداد فكرة الزوجة الواحدة فهي وليدة النظام و الثقافة الغربية ولم يكن اجدادنا ملزمون بذلك النمط الذي يدفعك للالتزام بزوجة واحدة فاذا اردت التغيير صار الطلاق واجبا.[1]تقول هيلين فيشر (1993) ربما كان اجدادنا يبدلون الزوجة كل أربعة أعوام فمتي انجب طفل و فطم بدا البحث عن زوجة جديدة ولا سبيل للزواج من اخري الا بالانفصال عن الحالية. لقد صنع الانسان نظاما من الزواج بواحدة لا يناسب طبيعته وظهرت حركات تطالب بتعدد الزوجات والتي تري ان ذلك النظام المفروض علينا لا يناسبنا كبشر.
ختاما، اصبح الطلاق امر شائعا ولا تزال اثارة المدمرة ظاهرة علي الاسرة وعلي النظام الاجتماعي و لكي نفهم هذه الظاهرة و سبب انتشاره وجب علينا دراسه تطورها عبر السنين، وفي راي ان الطلاق نتيجة لنظام الحياة الحديث بما يحتويه من قيود. ويبقي الطلاق في النهاية مصدرا للازعاج و القلق و التعاسة. 

روابط هامة



[1] Fisher, 1993; Fisher, 2006

ليست هناك تعليقات: