أصبحت وسائل
التواصل الاجتماعي جزء في حياة الكثير منا ، فالفيسبوك لديه حوالي مليار و
ثمانيمائة الف مستخدم. اصبح من المعتاد ان تري الناس يطالعون وسائل الاتصال
الاجتماعي وهم في البقالة او في انتظار إشارة مرور مغلقة. اهتم الكثير من الباحثين
في دراسة اثر وسائل الاتصال الاجتماعي علي
الصحة النفسية للأشخاص.
ففي بريطانيا
مثلا اشارت احدي الدراسات الي وجود علاقة بين ارتفاع معدلات الاكتئاب و بين وسائل
التواصل الاجتماعي.وفي دراسة اشمل أجريت في جامعة لانشتسر شملت حوالي 35 الف شخص
من 14 جنسية مختلفة تراوحت أعمارهم بين 15 و 88 عاما كانت نتائج الدراسة متشابكة
ففي حين اشار 45% من العينة علي وجود ارتباط بين وسائل الاتصال
الاجتماعي و بين الاكتئاب، عبر 18% عن انها هناك اثار إيجابية لها وانها ساعدتهم
في تحسن حالتهم النفسية و العقلية و كان 36% ارائهم محايدة
ولا نري
تضاربا بين نتائج هذه الدراسات فوسائل الاتصال الاجتماعي قد تكون مفيدة أحيانا و
قد تكون ضارة أحيانا اخري ، لكن ما يهمنا هنا هو ان نعدد العوامل التي من شانها ان
تجعل وسائل الاتصال الاجتماعي عاملا للاكتئاب. اشارت الدراسة الي أربعة عوامل أساسية
تؤدي غالبا لجعل التواصل عبر الانترنت مصدرا للتعاسة ، وهي:
-
الشعور بالغيرة و الحسد كلما قرات
منشورات الاخرين
-
إضافة الحبيب القديم ضمن الأصدقاء
-
كتابة منشورات حزينة علي صفحتك
-
الاهتمام المبالغ بشخصيتك علي الانترنت و كيف يراك الاخرون
ان المقارنة المستمرة مع الاخرين عبر
وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي لمشاعر الإحباط و الاكتئاب، فتلك الصورة الجميلة
لوجبة الغداء التي وضعتها تلك السيدة علي صفحتها تبدو زاهية ولامعة و تمثل لقطة
واحدة فقط فلا نري الاطباق المتسخة بعد الاكل ولا معاناة الام مع الأولاد اثناء
الطعام، انها باختصار صورة غير واقعية للحياة.
ورغم اتفاق الدراسات علي الجانب
المفيد لوسائل الاتصال الاجتماعي الا انها قللت منه ، تقول وايتلوك " من
المهم ان يحاول الإباء و المربيون ان يوجهوا وقت الأبناء بعيدا عن وسائل الاتصال
الاجتماعي وتوجيه ذلك الوقت الي أمور مفيدة لهم ، ان العناية الزائدة بالصورة التي
نبدو عليها عبر الانترنت سببا مباشر في مشاعر القلق."
ختاما، تحتوي وسائل الاتصال علي بعض
الفوائد المرجوة وبعض المخاطر المحتملة و يبقي الامر رهن استخدامك لها، فالتواصل
مع العالم امر مفيد لكن مقارنة نفسك بالاخرين عبر هذه الوسائل امر ضار ومحاولة
تحسين صورتك علي الانترنت بما يخالف الواقع امر مدمر.
روابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق