الابداع بين الحرية و الضوابط




قدم له المذيع ثلاث كلمات غير مترابطة تماما (فقاقيع الذرة – وحيد القرن – يوم الانتخابات) ثم طلب منه ان يؤلف له مقطع غنائي يتضمن الكلمات الثلاثة، فاذا به ينجح في عمل ذلك ارتجالا وفي زمن قياس. وتكرر الامر مع كلمات اكثر غرابة لكن الضيف كان ينجح في كل مرة في انشاء مقطوعة غنائية ذات معني تحتوي علي الكلمات الثلاثة.

جعلني ذلك المشهد اتسال عن كيف يمكن للابداع الحر (تاليف عبارة غنائية ذات معني تحتوي علي كلمات غير مترابطة)  ان يتم في وجود شروط و ضوابط صعبة  (قواعد الحفاظ علي الإيقاع). وهل يمكن نقل ذلك المفهوم الي مجالات اخري بحيث نحقق ذلك التوازن المبهر بين الابداع وقواعد العمل.

يأتي الابداع من وجهة نظر في تلك المساحة الواقعة بين الحرية و الضوابط، تلك الحرية التي تجعلنا نصنع قالبا جديدا في حلة الضوابط المتاحة. لقد اشارت الدراسات العضوية الي ذلك المعني عندما فرقت بين أجزاء الدماغ و العلاقة بينها. ففي حين يعمل أحدا الأجزاء علي التخيل و الخروج من الواقع ، يدفعك الاخر للانغماس في الواقع بكل ما فيه. فاذا عمل الجزء الخيالي منفردا كانت النتائج أحلام و خيالات لا تنطبق علي الواقع ، واذا عمل الاخر منفردا فلا مجال للابداع و الخيال ، ويبقي الصراع بينهما هو الذي يدفع للابداع و الابتكار في حدود ما يمكن تطبيقه علي الواقع.

انها اشبه بمسابقة بينهما فمتي انخرطنا في مهمة محددة يدفعنا الجزء الواقعي علي عدم السرحان و التشتت للتركيز في تلك المهمة ، الا ان خيالنا لا يزال يعملو يقلب بين ذكريات الامس و أحلام الغد و يمنعه الجزء الواقعي منا من دفع تلك الذكريات و الامال الي المدي الذي يفسد عينا ما نفعل، فان وجد فيها ما يلائم ما نفعل البسه لابس الواقع قبل ان يمرره الي وعينا.

لذا يجب عليك ان تنتبه فلا تدع لجزء من عقلك كامل السيطرة فانه ان غلبك الجزي الواقعي عانيت من قلة الابداع و صرت نسخة نمطية مكررة وان استولي عليك خيالك انفصلت عن الواقع.
 رابط المقال الاصلي
اهم كلمات اللغة الانجليزية و ترجمتها من المقال الاصلي

ليست هناك تعليقات: