كاد أن يزنى


طالما أدركت من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاني عظيمة غير التي أجدها في الشروح والخطب وودت أن انقلها لغيري لكنى خوفي من أن أقول بما لا اعلم كان يمنعني. لكنني لم وجدت ما سوف أقوله لا يدعو لباطل ولا يخالف أصلا استعنت بالله و قررت أن أبدا في هذا النوع من الكتابة.وقبل أن أبدا ها أنا أكرر أنى لست بشارح ولا بمفسر , و أنما أعتبرها دردشة مع الأصحاب ليس إلا.

و سأبدأ بحديث أصحاب الغار- موجود في أخر الصفحة - وللذي لا يعرف القصة فأن باب غار قد أغلق بحجر على ثلاثة نفر ، فقرروا أن يسالوا الله بصالح أعمالهم لعل الله يفرج عليهم فقال أحدهم أنه راود بنت عمه عن نفسها و أرغمها فلما جلس بين رجليها (بينه وبين الزنا خطوة واحدة) قالت له أتق الله ، فتركها.

وهذا هو ما أرغب في الحديث عنه هذا الرجل الذي خطط ودبر لمعصية الزنا و كاد حقا أن يزنى أعادته كلمه واحدة إلى رشده. كلمة واحدة فقط ومتى وهو على مشارف ذنب عظيم، كلمة يكتب الله بها عليه التوبة ، بل وتبقى في صالح أعماله يتقرب بها إلى ربه.

لقد استفدت أن كل إنسان به خير و مهما بلغ به الشيطان و الهوى و الدنيا فان التوبة قريبة. التوبة قريبة حتى في حال المعصية – أن شاء الله وصدقت النية - .

واستفدت أن لا ابخل بالنصح و الدعوة للصالح ولكن باليسر واللين مهما كان بلغ الذي أمامي من الذنب والتكبر والمعصية . و تعلمت أن رب كلمة واحدة تغير حياة إنسان من طريق الشيطان إلى طريق الهدايه.

عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال

( بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر ،فمالوا إلى غار في الجبل ،فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل ،فأطبقت عليهم ،فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة ،فادعوا الله بها لعله يفرجها ،فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ،ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم ،فإذا رحت عليهم فحلبت ،بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي ،وإنه ناء بي الشجر ،فما أتيت حتى أمسيت ،فوجدتهما قد ناما ،فحلبت كما كنت أحلب ،فجئت بالحِلاب ،فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ،وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما ،والصبية يتضاغون عند قدمي ،فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ،فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ،ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء ،وقال الثاني : اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ،فطلبت إليها نفسها ،فأبت حتى آتيها بمائة دينار ،فسعيت حتى جمعت مائة دينار ،فلقيتها بها ،فلما قعدت بين رجليها قالت : يا عبد الله ،اتق الله ولا تفتح الخاتم ،فقمت عنها ،اللهم فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج لنا منها ،ففرج لهم فرجة ،وقال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفَرَقِ أَرُزٍّ ،فلما قضى عمله قال : أعطني حقي ،فعرضت عليه حقه ،فتركه ورغب عنه ،فلم أزل أزرعه ،حتى جمعت منه بقرا وراعيها ،فجاءني فقال : اتق الله ولا تظلمني ،وأعطني حقي ،فقلت : اذهب إلى ذلك البقر وراعيها ،فقال : اتق الله ولا تهزأ بي ،فقلت : إني لا أهزأ بك ،فخذ ذلك البقر وراعيها ،فأخذه فانطلق بها ،فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج ما بقي ،ففرج الله عنهم ) . البخاري و مسلم

ليست هناك تعليقات: