المنتظرون : فئة لا يمنعها عن الظلم و الانتقام الا عدم القدرة عليه و تنتمني ان يتبدل الحال لتاخذ الثار مضاعف ، فقط تنتظر الظروف المواتية التي تضمن ان ينتقم دون ان يردعه رادع او عقاب. ودي فئة قليلة نسبيا لكنها خطيرة جدا – في احد استطلاعات الراي اللي قام بيهم مركز بحوث تابع للحكومة قدر المنتمين فكريا لداعش ب 3%- ودا رقم كبير جدا في حال لا قدر الله وجد طريقة للتحول الفعلي لخانة الفعل. هذه الفئة لا يمكن التعرف عليها غالبا لانها ببساطة بتعيش في سلام و هدوء شديد طالما انها لا تستطيع اخذ الثار – من وجهة نظرها ثار للحق – الفئة دي بتظهر فجاة عندما تتبدل الأوضاع و بتكون تصرفاتها غاية في التطرف و الغرابة يعني مثلا في الثورة الفرنسية بعد اقتحام الباستيل ذبحوا مدير السجن ماركيز دي برنارد تل، وقاموا بقطع رأسه ووضعه على رمح، وسار به في شوارع المدينة. ثم اتجه لفندق وذبحوا رئيس البلدية جاك دي فليسيه و رغم كل هذا لم يسرقوا أي شيء من ممتلكات الرجلين - السرقات تمت لاحقا عند شيوع الفوضى. النظام مهما بلغ من القمع لا يستطيع تحديد افراد هذه الفئة لانهم لا يظهرون أي قدر من الاعتراض بل يتميزون بالقدرة علي التعايش مع الواقع بشكل مذهل.
الوطنيون : فئة ضد النظام لانها تري ان النظام ضد مصلحة الوطن ، وهي الفئة الت تعترض علي افعالك الخاطئة بوضوح تام و غالبا تحظي بأكبر قدر من التنكيل و القمع. هذه الفئة لا يمكن ابدا ان تعمل ضد مصلحة الوطن و تريد الإصلاح الحقيقي و لديها الاستعداد للموت في سبيل مصلحة الوطن. هذه الفئة تعمل في النور ولا تتخفي لذلك عمن السهل علي النظام تحديدها الا انه لا يملك تحيدها الا بالعمل لمصلحة الوطن او بزيادة القمع و القهر التي قد تحولهم للفئة الاولي. هذه الفئة يتذكرها الناس بالاسم. وبرغم انهم لا يحققون انتصار علي الأرض لانهم لا يمكن باي حال الدخول في نزاع مسلح او اعمال تخريبية الا ان جهودهم قد تثمر في تقليل عدد الفئة الاولي و زيادة عدد المؤمنين بالقدرة علي التغيير السلمي. ليس لهم أي انتماء الا الوطن و مصلحته و حتي اذا كانوا أعضاء في حزب فانهم مستقلون عن الحزب فكريا و لديهم القدرة علي معارضة حزبهم بكل بساطة اذا شعروا ان الحزب يسير في غير الطريق السليم.
أصحاب مصلحتهم : فئة معروفة جدا و تهتف لمن ينتصر ايما كان ، يعيشوا بمبدا عاش الملك مات الملك لا ينتمون للوطن و لا مانع عندهم من اشعال الوطن طالما بعيدا عنهم. مستعدون للخروج من البلد في أي لحظة او تغيير كلامهم ومبداهم عدة مرات. ويمتازون بقدر من النفوذ و المال تجعلهم قادرون علي جمع اخرون معهم بنفس النهج او بخدعهم بتزييف الحقائق. للأسف لا يخسرون عادة لانهم غير محسوبين علي النظام و يستطيعون في أي لحظة الادعاء بانهم كانوا مغلبون علي امرهم او ان كانوا خائفين او مخدوعين.
أصحاب الاجندات : فئات لديها خطط محددة ترغب في فرضها علي الوطن سواء مع اقتناع بكونها في مصلحة الوطن او لا. يمتازوا بالأيمان التام بالأهداف و البرنامج الخاص بهم و لديهم استعداد لبذل كل الجهد لانجاح برنامجهم. عادة – وليس دائما – تبني مثل هذه البرامج علي أساس عقائدي و تجعل من نصرتهم نصر للدين. يوجد قرابة 200 حزب ديني مسيحي حول العالم و يدخل الانتخابات بشعارات لا تختلف كثير عن انصر دينك و الحفاظ علي الهوية المسيحية و استعادة الاخلاق الحميدة (طبعا لا داعي لذكر امثلة إسلامية) . مشكلة أصحاب الاجندات ان النظام يستطيع تحديد حجمهم بدقة و يستطيع التوصل لاتفاق تسوية معهم بسهولة.
الهتيفه : فئة تعيش بنفس مبدا أصحاب المصلحة لكنهم لا يحصلون علي أي منفعة او مقابل فقط يهتفون للنظام و يرفضون فكرة ان النظام ممكن ان يكون ضد مصلحة الوطن. لا يرون الا مزايا النظام فاذا كان النظام بلا مزايا فانهم يخلقون مزايا. ولا يرون العيوب فعلا بعكس أصحاب المصلحة حيث ان أصحاب المصلحة يعرفون الحق و لكنهم اعتادوا العيش بهذه الطريقة ، اعتادوا قلب الحق باطل و الباطل حق. لكن للأسف معظم الهتيفة لا يعرفون انهم علي باطل بل انهم مقتنعون تماما ان الوطن يحارب الإرهاب و مقتنع تماما ان جاره الطيب و ابن أخيه المهذب و بنت خالته الطبيبة ارهابيون و يستحقوا ان يختفوا فجاءة لانهم ضد الوطن. الهتيف يساوي بين النظام و الوطن فيجعل هجومك و اعتراضك علي النظام اعتراضا علي الوطن. يلجا الهتيف لايقاف الزمن في مشهد واحد فقط و عدم رؤية باقي المشاهد و يتغاضي عن أي شيء لا يجد له تبرير او يقارنه بسوريا و العراق فيرتاح و يشعر ان هذا المشهد السيء طبيعي و محتمل احسن ما نبقي زي سوريا و العراق.
اساء الادب : من امن العقاب اساء الادب ، تلك الفئات التي تحصل علي الضوء الأخضر من الأنظمة القمعية تتحول فعلا لاسياد البلد بالمعني الهمجي و غير الإنساني للكلمه. فلا مانع من قتل مريض مربوط بالسرير بالرصاص طالما اعرف اني ساخرج غدا براءة وربما احصل علي ترقيه وطالما ان أصحاب المصلحة و الهتيفة موجودون.
الناس الغلابة اللي عايز تربي العيال و دول ربنا يسترها عليهم لانهم للأسف هم اللي بيخسروا وهم اللي بيدفعوا ثمن أخطاء كل الجماعة اللي فوق. المشكلة انهم علشان غلابة أحيانا بيكرهوا حتي الوطنيين اللي بيحبوا البلد لانهم خايفين علي لقمة العيش. ربنا معاهم